خسوف كلي للقمر الليلة

الكرة الارضية تضطرب:3 مليارات يشاهدون خسوف القمر الإثنين في 21-12-2010م







نصف سكان العالم أي قرابة ثلاثة مليارات نسمة سيكونون طوال 72 دقيقة من ليلة الاثنين - الثلاثاء المقبل 21/20 ديسمبر الجاري على موعد مع خسوف كامل للقمر يشاهد من معظم مناطق أربع من القارات الخمس، لكن لن يكون من الممكن مشاهدته من الكويت ومعها غالبية دول الشرق الأوسط، ومن الهند شرقاً حتى أواسط وجنوب افريقيا غرباً ووسط وشرق أوروبا وروسيا شمالاً.
وتتفاوت مدة رؤية الخسوف وفق البلدان والمناطق، كما يتفاوت وضوح الرؤية بين منطقة وأخرى.. وفي الخريطة المرفقة توضيح لهذه المسألة، فالمناطق ذات اللون الغامق لن ترى هذا الخسوف بالمرة، وتتدرج الرؤية من حيث الوضوح والمدة الزمنية مع تدرج اللون حتى يصبح أبيض وهناك يكون في الإمكان مشاهدته بكل وضوح طوال 72 دقيقة.

البداية ستكون في الدقيقة التاسعة والعشرين بعد منتصف الليل حسب توقيت شرق الولايات المتحدة وهو الوقت الذي سيبدأ القمر رحلته خلف الكرة الأرضية ويستظل بظلها.
أول جزء من القمر يتأثر بظل الأرض ستكون زاويته العليا من جهة اليسار وتستمر هذه المرحلة قرابة 45 دقيقة فتظهر بداية الخسوف للعيان على شكل لطخة أو كما لو أن الدخان الكثيف يغطي ذلك الجزء.. ويوغل القمر في الاختباء خلف الأرض إلى أن يختفي تماماً في الساعة الثانية والدقيقة 41.. لكن أشعة الشمس التي تتكسر في أجواء الأرض تكون كافية لإضاءة أطراف محيط القمر فيبدو كما لو أن هالة ضوئية تزنره فيخال من يراه وكأن القمر يشع من تلقاء نفسه مع أن القمر لا تصدر عنه أي أضواء بل يعكس ضوء الشمس.
وفي الثالثة والدقيقة 18 تكون الشمس والأرض والقمر على خط مستقيم مما يعني أن تلك الأضواء الخافتة التي كانت تزنر القمر تكاد تختفي تماماً.
في الثالثة والدقيقة 53 يبدأ القمر في الظهور تدريجياً من خلف الكرة الأرضية ويكتمل ظهوره في الدقيقة الأولى بعد الخامسة صباحاً وتختفي ظلال الأرض عنه.

3 مليارات شخص
تقول وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) ان ألفاً وخمسمائة مليون نسمة سيكون في إمكانهم مشاهدة الخسوف الكامل، في حين أن الألف والخمسمائة مليون الباقين سوف يشاهدونه جزئياً ولفترات قصيرة نسبياً مع ملاحظة أن بعض البلدان سيكون الوقت فيها نهاراً فتتعذر رؤية القمر وبالتالي رؤية الخسوف في حين أن بعض المناطق سيكون ظهور القمر قريباً من خط الأفق فتستحيل مشاهدته ما لم تكن الأجواء صافية تماماً.
ومن المعروف أن كل منطقة في الكرة الأرضية يمكن أن تشهد الخسوف الكامل للقمر ما بين أربع إلى خمس مرات كل عقد من الزمن.. وكان آخر خسوف كامل قد حدث في العشرين من فبراير عام 2008 وسوف يشهد العام المقبل خسوفين كاملين للقمر الأول في 15 يونيو ويمكن مشاهدته من معظم مناطق الشرق، أما الثاني فسيكون في العاشر من ديسمبر 2011 ويشاهد من النصف الغربي لأميركا الشمالية.. في حين أن الخسوف الكلي التالي الذي في الإمكان مشاهدته من معظم مناطق أميركا الشمالية سيكون في 14 إبريل عام 2014.

الحوت والتنين
تجدر الإشارة إلى أن خسوف القمر رافقته العشرات وربما المئات من الأساطير الممزوجة بالخوف منذ آلاف السنين ولا تزال بعض المجتمعات في الشرق والغرب متأثرة بتلك الأساطير إلى درجة الإيمان بها.
ففي العديد من مناطق الشرق الأوسط وافريقيا كان الناس وربما لا يزال الكثير منهم يعتقدون أن الحوت يبتلع القمر فيروحون يهزجون في الشوارع ويدقون على الطبول وأواني الطبخ طالبين من الحوت بكل توسل أن يترك القمر وشأنه.. بل ان بعضهم ينخرط في البكاء حزنا على القمر!
الصينيون القدماء وربما لا يزال الكثيرون منهم يؤمنون بأن التنين هو الذي يبتلع القمر فيقومون بمثل ما يفعل زملاؤهم في الشرق الأوسط وافريقيا فيتوسلون التنين أن يرحمهم ويطلق سراح القمر حتى ينير طرقاتهم في الليالي المظلمة.. وبالطبع يدقون الطبول ويهزجون لإرضاء التنين.
والكلمة الصينية التي تعني الخسوف هي chih.. وللكلمة ذاتها معنى آخر هو «يأكل» والمقصود هنا هو التنين الذي يأكل القمر!
وتشير السجلات الرسمية إلى أن الجيش الصيني حتى نهاية القرن التاسع عشر كان يطلق المدفعية في الهواء لإرعاب التنين وقت الخسوف أملاً في إجباره على ترك القمر فلا يأكله.

أمراض القمر
لو تركنا الصين والتنين الجائع إلى اليابان المجاورة لوجدنا الكثيرين ممن لا يزالون يخافون من الخسوف، فإذا حدث يهرعون لإغلاق فتحات الآبار حتى لا تتسمم المياه بأمراض القمر كما يقولون.. ويعمد آخرون إلى تغطية أواني الطبخ أيضاً حتى لا يتسمم الطعام.

كيف يحدث
المسألة بسيطة للغاية.. فالخسوف يحدث حين تتواجد الكرة الأرضية بين الشمس والقمر على خط واحد.. وبما أن القمر لا يضيء من تلقاء نفسه بل يعكس ضوء الشمس فوجود الأرض حاجزاً بينهما يحجب ضوء الشمس عن القمر فيكون أمامنا، لكننا نراه معتماً ككتلة سوداء.. وهذا هو الخسوف الذي لا يحدث إلا حين يكون القمر مكتملاً.

الكسوف والخسوف
من المعروف أن كسوف الشمس أكثر حدوثاً من خسوف القمر.. فالكسوف يحدث مرتين إلى خمس مرات كل عام.. وفي كل مرة لا يغطي سوى عشرات الكيلومترات من الأرض.. أما الكسوف الكلي للشمس فيحدث مرة كل 360 عاماً.
ويقول علماء الفضاء أن خسوف القمر أقل حدوثاً.. لكن الخسوف الكلي أو الجزئي يمكن مشاهدته من مناطق شاسعة جداً وفي معظم القارات الليلية كما سيحصل في الأيام القليلة المقبلة.
ويضيف العلماء أن أي منطقة في الكرة الأرضية يمكن أن تشهد خسوف القمر ثلاث مرات في العام على أكثر تقدير كما حدث في عام 1982.. لكن يحدث أحياناً أن يمر العام كله من دون أن يشهد خسوفاً واحداً كما حدث عام 2005 وعام 2006.

فترة الخسوف
يقول علماء الفلك أن أطول وقت يمكن أن يستمر فيه الخسوف هو ثلاث ساعات وأربعون دقيقة.. وأن الخسوف الذي حدث في 27 أكتوبر سنة 2004 استمر ساعة و 22 دقيقة في حين أن خسوف 8 نوفمبر 2003 استمر لمدة خمس وعشرين دقيقة فقط.
ويوضح العلماء سبب الاختلاف بالقول أن ظل الأرض مخروطي الشكل مما يعني تشكل دائرتين معتمتين يمكن للقمر المرور وسطهما.. وتختلف المدة التي يستغرقها الخسوف وفقاً للزاوية التي يعبر فيها القمر وسط إحدى الدائرتين أو كليهما.

على سطح القمر
لو فرضنا أن شخصاً يقف على سطح القمر في الجزء المواجه للكرة الأرضية فماذا يشاهد وقت الخسوف؟
بالطبع ستحجب الأرض ضوء الشمس عن القمر.. لكن ذلك الضوء لن يختفي تماماً بل سيظهر على شكل حلقات تحيط بالأرض لأن الضوء سيتناثر في محيطها وفي أجوائها.
لن تظهر الشمس لأنها ستختفي خلف الأرض المعتمة لكنها ستكون محاطة بسوار أو حلقة من الضوء الأحمر.

ألوان القمر
يقول علماء الفضاء إن ألوان القمر وقت الخسوف تعكس الحالة في أجواء الأرض.. ففي الأحوال الجوية العادية والطبيعية يكون اللون أبيض مائلاً إلى الصفار ويتدرج إلى الأصفر النحاسي المائل إلى الأحمر مع اكتمال الخسوف.
ويضيف هؤلاء أن بركان أيسلندا، الذي ثار في الربيع الماضي.. وبركان إندونيسيا الذي ثار في أكتوبر الماضي، من المؤكد أنهما أوجدا غيوماً داكنة من الرماد البركاني والغبار في الطبقات العليا من أجواء الأرض مما يعني أن ألوان القمر وقت الخسوف المقبل قد تتأثر بهذه الغيوم فيبدو أكثر سواداً.

خسوف غيّر التاريخ
عندما اختفى القمر كلياً في عام 413 قبل الميلاد قرر قادة جيش أثينا تأجيل انسحابهم من مدينة سيراكوز في جزيرة سردينيا لإيمانهم بأن اختفاء القمر دليل شؤم.. فاستغل سكان المدينة الفرصة وكسروا الحصار الذي كان الأثينيون يفرضونه على مدينتهم لأكثر من عامين مما ساهم كما يقول المؤرخون بدور كبير في انهيار الإمبراطورية التي كانت تحكم معظم مناطق أوروبا.

كولومبوس والخسوف
في رحلته الرابعة إلى الأرض الجديدة.. وبالتحديد في عام 1503 واجه كريستوفر كولومبس ورجاله مصاعب كبيرة بعد أن نزلوا في المنطقة المعروفة اليوم بجامايكا.. حيث كان السكان المحليون يقدمون لهم الطعام والشراب لكن هؤلاء السكان بدأوا يتذمرون ويتململون ويريدون الفكاك من الضيوف الذين طالت زيارتهم.
أدرك كولومبوس بخبرته أن خسوفاً للقمر سوف يحدث فقال للسكان ان القمر سوف يختفي غضباً عليهم بسبب عدم إكرامهم الضيوف.. وخلال ساعات اختفى القمر فراح السكان يتوسلونه أن يعيد القمر وهم مستعدون لتقديم كل ما يريد.. فتظاهر بأنه قبل توسلاتهم ووعدهم خيراً.. وبالفعل فبعد أقل من ساعة عاد القمر إلى الظهور بفضل «جهود الضيوف»!

أحجار ستونهينج
منذ مئات السنين والناس في بريطانيا يتساءلون عن الأحجار الأثرية الضخمة المعروفة باسم «ستونهينج» وهي المبنية منذ قرابة ثلاثة آلاف وخمسمائة عام.. ماذا تعني تلك الأحجار المغلفة بالأسرار.
عشرات النظريات وضعت في محاولة لتفسير أو فهم الدافع وراء نصب تلك الأحجار.. لكن عالماً طلع سنة 2000 بنظرية قال فيها ان بناتها إنما كانوا يستخدمونها للتنبؤ بالخسوف والكسوف.

الخسوف ظاهرة مؤقتة
من المعروف علمياً أن القمر يزداد بعداً عن الأرض مسافة أربعة سنتمترات كل عام.. مما يعني أنه سيأتي يوم ولو بعد آلاف السنين لن يكون القمر فيه ضمن الظل المخروطي للأرض.. أي أن الخسوف سوف يتناقص زمنه مع الأيام إلى أن لا يعود هناك خسوف للقمر.

بس انا ليكني

لا رح اخسف ولا اكسف

هع

شكرا ديمة لموضوعك
كتير جميل

تقبلو غروري

:o