الإنسان أحبتي يتكون من 4 مكونات:
1- الجسد
2- العقل
3- النفس
4- القلب او ما يسمى الروح
ولكل واحدٍ من هذه المكونات غذاءٌ لا يستطيع العيش إلا به.
فغذاء الجسد : الماء والغذاء والنوم.
وغذاء العقل: العلم والمعرفة والتدبر والتفكر.
وغذاء النفس: المشاعر الصادقة. الحب والألفة. الصدق والأمانة.
وغذاء الروح: تحقيق ذواتنا والصدق مع ربنا جل في علاه.
هب أنك أخي الكريم أو أختي الكريمة حرمت نفسك من الماء ثلاث ليالٍ متتابعات..!
ماذا سيحدث لجسدك.؟
سيموت حتماً إلا أن يشاء الله.
أحبتي:
كم حرمنا عقولنا وأنفسنا وأرواحنا من غذاءها..!
كم حرمنا عقولنا من التوسع في العلم والمعرفة..! وأهلكناها بقيل وقال..!
كم حرمنا أنفسنا من المشاعر الصادقة. وأهلكناها بكره الآخرين وبالحقد والحسد..!
كم حرمنا أرواحنا من حب الله الحب الحقيقي الذي يجعلنا أحباباً له. وكم حرمناها من مناجاة الله جل في علاه وأغلقنا عنها هذا الباب العظيم..!
يوماً أم يومين..! أسبوع أم أسبوعين..! شهراً أم شهرين..!
أم هو عمرنا كله..!؟
نعم أحبتي:
نحن نعاني من فراغٍ عاطفي بيننا وبين ذواتنا.
إن بيننا وبين أنفسنا فجوةً عظيمة حرمتنا من العيش حق العيش.
أشغلنا أنفسنا بالاخرين و بالملذات ، ونسينا حب الذات.
لماذا نحمل في قلوبنا كره الآخرين..!
هل هانت علينا أنفسنا حتى نلوثها بهذا الكره..!
إن أنفسنا أحبتي أرفع عندنا من أن يدخلها صفات ذميمة.
هل رأيتم كيف تحرق السيجارة أجسادنا..!
هي كذلك تلك الصفات الذميمة تحرق أنفسنا وتؤدي بها إلى الهلاك.
لماذا عقولنا مُظلمة..!
لماذا أشغلنا عقولنا بالتفكير بما لا يستحق التفكير به.
لماذا حرمنا عقولنا من قراءة الكتب النافعة.
إذا لم نضيء عقولنا لتقودنا على الصراط المستقيم ، فإن أنفسنا ستتولى القيادة إلى كل ماليس بمستقيم.
أرواحنا تشكو أرواحنا في ظلمات الدجى..!
أرواحنا غافلة عن ربنا جل وعلا..!
أرواحنا بوضعها الحالي لا تستحق أن تعيش لأنها ضيعت الطريق إلى رب العالمين..!
من منكم يناجي ربه في الثلث الأخير من الليل.
من منا جعل لنفسه ساعة في الصحراء أو على قمة جبل يتفكر ويتأمل.
يتفكر في هذه الكائنات من حولنا..!
يتأمل كيف تغيب الشمس..!
يتأمل كيف يسطع القمر..!
يتأمل من رفع السماء بلا عمد..!
يتفكر في النجوم معلقاتٌ في السماء..!
(وكلٌ في فلكٍ يسبحون).
أخيراً أحبتي:
تداركوا كيانكم.
أشغلوا أنفسكم بتصحيح أخطاءكم.
أشغلو عقلوكم بما ينير حياتكم.
أشغلو أرواحكم بما يقربكم من ربكم.
( ألا تستحق هذه الروح التي بين أجسادنا ، وتلك النفس التي في قلوبنا ، وذلك العقل الذي يُسير حياتنا ، وذلك الجسد الذي لا يرضى أن يُشاك بشوكة ، أن نُسيرها جميعاً لتعيش حياةً هنيئة في الدنيا ، ونحرمها جميعاً من النار بعد أن يتوفاها الله )
هل تريدون أن يكتب على قبر أحدنا :
( طلب من الحياة القليل ، ودفعت الحياة ثمنه..! )
أعلم أني قد قسوت عليكم ، ولكنها قسوة محبٍ لكم.
أسأل الله أن يجد كلامي طريقا إلى قلوبكم
