شرف المذلات

شرف المذلاّت
لم يعد لديّ ما يُدنيك َ مني ولم يبق َ عندك ما يُضني ظنوني , تركت َ غياهبي تحبو في سماواتي
وسحابك يرفض تكويناتي , ظلامك قتلك ونورِي طغى على آلامي ....
حسبتَ أن رياحك عَصَفَت في عروقي و بالحقيقة أن بحوري كانت تـُرسي أمواجها
على شجوني ...
أتتساءل أين أصبحت عن متاهاتي ؟؟؟ أصبحتَ في الحضيض يا من كنت َ عزيزا ً وغالي...
أنّى للشجر شموخا ً بعد أن اغتُصبَت أصوله وانتُهِكَت فصوله ؟؟
متى تُذيب الثلج عن براكينك لتحيي روحي بنارك وتلطّف فؤادي بجمراتك فأردّك وتحياتك َ خائبا ً
لسخط ِ الموج وتقلّباتِه وأرمي بِنَردي ليستقرّ على أساس انتِداباتك , متى سيطغى عليكَ قلبي
ليقتل ما تبقى من أشلاءك لينثرها رمادا ً يتبخّر مع الأنواء ويصبح سحابا ً يرعُد فوق سماواتك
وغيمة ً تطفئ ناري برذاذها كأنها قيثارة تخُط ُّ أروع َ ألحاني وأبغضَ أنغامك وأناملي تحيكُ معها أرقى الكلمات
وبلبلٌ يشدوها رنيماً مع صوت الأمواج وأزهاراً تستغيث ُ طالبة ً الرّحمة َ من المجرّات والرأفة من غضب ِ الألحان فحُزنها أدمى إحساسها وشيّع لشذاها كفناً عاجيّا ً حملَتهُُ الفراشات وقبّلَتهُ مودعة ً والدموع تَنهالُ
بقسوة حتى فَطَرَ حزنها السماوات وألغى معها شرَفَ المَذَلاّت....